الخميس، ٢٠ أغسطس ٢٠٠٩

الحجاب والشخصية المزدوجة للمرأة كأنثى وإنسان

من العجيب أننا عندما نستعرض الأحكام والمبررات التى فرضت الحجاب على المرأة، لا نرى فيها قولاً للمرأة نفسها. فقد اتخذها الحكام والمشرعون الرجال، وكأنما لا توجد امرأة، تستشار على الأقل فى أمر يمس أخص خصوصياتها – وهو زيها ويعد التدخل فيه فضلاً على فرضه دون رأى المرأة وموافقتها أمراً نابياً .

ولعل هذا يعود إلى أن الذين وضعوا أحكام الحجاب من حمورابى، فأثينا، فروما وبيزنطة، ومن جاء بعد ذلك من الفقهاء المسلمين اعتبروا المرأة أنثى وأن قضية الزى ترتكز على أنوثة المرأة فليس هناك حاجة لكى تستشار لأن الحكم صدر على الأنثى، ولما كانت المرأة أنثى فتسرى عليها - طبقاً لأحكام المنطق الصورى ما يطبق على الأنثى.

ولكن هذا لا يمثل الحقيقة كاملة. فالمرأة مع أنها أنثى، فإنها أيضاً، وأهم من ذلك وقبل ذلك، إنسان..

وقد يفسر، دون أن يبرر، إغفال السلف لهذا الجانب الهام فى المرأة أن للأنوثة علامات جسدية ظاهرة ولافتة، ولكن ليس للإنسانية مثل هذه العلامات، ولكن أهم من هذا أن البُعد الإنسانى للفرد، أى النظر إلى كل فرد ذكراً أو أنثى كإنسان له إرادته الخاصة وشخصيته، لم يكتسب اعترافاً أو يكن محلاً للتطبيق إلا فى الفترة الحديثة. وبالنسبة للمجتمعات الأوربية حتى وإن أوحت الأديان به، ودعت الفلسفات إليه. فهذه الدعوات الدينية والفلسفية ذهبت هدراً أمام الاستبداد السياسى والفاقة المادية. لأن حقوق الإنسان لا تزدهر إلا عندما يكتسب الإنسان – أى الفرد العادى – قدراً من الثقافة. وقدراً من الوفرة المادية تبعد عنه الجوع والحاجة بحيث يستشعر الأمن الاقتصادى ويغلب أن يصطحب هذان (الثقافة والوفرة) باكتساب المجتمع قدراً من الحرية، وعندما يتحقق هذا كله فإن مضامين الكرامة والحقوق تتبرعم فى نفس الفرد وفى النهاية تظهر الحقوق الإنسانية.

أما إذا كان الفرد جاهلاً فقيراً تستبد به الحاجة المادية ويسترقه العمل المرهق المنهك لسد الأفواه الجائعة، فإنه لا يكون مهيئاً لا نفسيا. ولا عمليا لحقوق وحريات. تعد ترفاً لا يحلم به، لأنه إنما يحلم برغيف العيش.

وقد قضت البشرية معظم تاريخها والشعوب تعيش فى إسار الفاقة والحاجة والجهالة، واستبداد الحكام، ولم يتحسن الوضع إلا فى العصور الحديثة نتيجة لإطلاق حرية العمل والمبادءات الخلاقة وطموح الطامحين، واكتشاف القوى المحركة واستخدام الآلة والظفر بالحريات السياسية وتقدم العلوم والمعارف التى ساعدت على النهضة بالإنتاج ومضاعفة قيمته. فكل هذه القوى نهضت بالمجتمع. ومع أن معظم ثمارها آلت إلى القلة، فإن الكثرة لم تعدم نصيباً – كما كانت حرية الفكر والسياسة توجد مناخاً ملائماً وتقدم ضمانات للشعوب والجماهير

حدث هذا فى أوربا إبان نهضتها الصناعية وانفتاحها الفكرى وتحررها من انغلاق الكنيسة واستبداد الملوك، وساعدت عليها عوامل إضافية كالاستعمار الذى كان نعمه لها ونقمة على شعوب الدول الأسيوية والأفريقية. ومكنها النهب الاستعمارى من تراكم رأس المال أضعافاً مضاعفة، بما لا يتسع المجال له هنا، والمهم أنه سمح لعامة الشعب الأوربى ولكل فرد فيه أن يبرز شخصيته، وأن يكون له حقوق وحريات.

وكانت المرأة من الفئات التى هضمتها النظم القديمة حقها، ثم جاء العصر الحديث يعيد إليها هذه الحقوق وإن لم يتم هذا بسهولة ويسر، وأعان عليه أن التحول الإنتاجى إلى الآلة فتح أمام المرأة باباً للعمل لم يكن متاحاً عندما كان العمل يعتمد على العضلات، فضلاً عن أن أصحاب الأعمال والرأسماليين وجدوا أن تشغيل المرأة يتفق مع مصالحهم الرأسمالية، لأن المرأة تأخذ أجراً أقل من الرجل، ولأنها أقل قدرة من الرجل على الدخول فى الإضرابات وصراعات العلاقة بين العمل ورأس المال. فاستفادت المرأة من هذا الوضع الجديد وبدأت للمرة الأولى وبشكل جماعى تدخل مجال العمل المأجور.. وتصبح لها شخصية مستقلة وإن كانت رواسب الماضى من ناحية واستغلال الرأسماليين من ناحية أخرى جعلت المرأة لا تهنأ بهذا الباب الجديد للحرية، واضطرها إلى أن تدخل معارك جديدة لكى تظفر بحقوقها السياسية والاجتماعية حتى نجحت فى النهاية فى أن تهدم الأسوار التى تفصلها عن المجتمع.

ويبدو أنه لم يخطر على بال الذين وضعوا الإعلان العالمى لحقوق الإنسان أن قد توجد حتى الآن من الأوضاع أو التقاليد ما يحرم على المرأة أبسط حقوقها كإنسان. كحقها فى الزى وأن تكشف عن شعرها ويديها أو لا تكشف وحقها فى الخروج من البيت وقضاء الحوائج إلخ... فلم يوردوا هذه فى حقوق الإنسان لأنها معروفة بالبداهة ومسلم بها دون حاجة إلى مطالبة.

ولكن الحقيقة أن التراث التاريخى / الاجتماعى الذى سنتحدث عنه فى الفصل الثالث، وعدم مرور المجتمع الشرقى بالتطور الاقتصادى والاجتماعى الذى مر به الغرب. وتوظيف الفكر الدينى لخدمة الأوضاع التقليدية أو النصوص الدينية، جعلت هذه الحقوق البديهية محل شد وجذب..

وما نريده أن نقرره هنا، أن مجرد الصفة الإنسانية للمرأة - وهى صفه لا يكابر فيها أحد بالطبع - تعطيها حقا فيما يتعلق بزيها، وسيرها شأنها فى هذا شأن الرجل سواء بسواء، وأن ما قد يرتفق على هذا الحق المتأتى من أن المرأة أنثى كما هى إنسان مرده فى النهاية الإرادة الشخصية، ولا يجوز أن يحيف على الحق الأصيل - أى الإرادة الشخصية - وأن على الطرف الآخر أن يقدر ويحترم هذه الإرادة، ولا يحاول توهينها، أو فرض سيطرته عليها.. فهذا ما يجب على الإنسان المتحضر أن ينأى بنفسه عنه، لأنه دليل الأثرة والأنانية أكثر مما هو دليل دواع أخرى، تجعله يعطى نفسه الحق فى أن يفرض على المرأة شيئاً هو من صميم خصوصياتها.

وعلى المرأة أن تقوم بنفسها بتحقيق التعادل ما بين صفتها كإنسان وصفتها كأنثى ولا يجوز أن يُفرض هذا بقوانين أو بتقاليد، ولما كان الأمر يتعلق بالملايين من النساء من مختلف الأعمار والثقافات والبيانات فإن الممارسة ستختلف وتتنوع وتخطىء وتصيب. وهو أمر لابد منه ولا مناص عنه فى المجتمع الحر. وبفضل الحرية يمكن إصلاح الشطط أو النزول بسوءاتها إلى الحد الأدنى.

إن استعراض تطور المجتمع البورجوازى فى أوربا من العهد الفيكتورى الذى تزامنت نزعة التزمت التقليدى مع ظهور الآلة ودخول النساء مجال العمل يوضح كيف أن المرأة بإصرارها وبدفع القوى الاجتماعية الأخرى نالت حقوقها فى العمل، وفى الوظائف والمهن، وفى التحرر شيئاً فشيئاً من الزى التقليدى الذى كان يخفيها وسط الكرانيش العديدة بحيث إنها على امتداد مائة عام وصلت إلى ما يشبه الثورة فى "المينى جيب" وأظهر تمسك المرأة الأوربية بالمينى جيب من ستينات القرن العشرين حتى الآن أنها كأنما انفلتت من عقال وانطلقت من إسار، وأنها ترفض تماماً العودة إلى الماضى..

وفى الوقت نفسه فإن تمسك المرأة الأوربية بالمينى جيب وبالأزياء الأخرى التى تبرز الجانب الأنثوى فيها يوضح أن المرأة، وإن كانت حريصة على صفتها كإنسان، فإنها لا تريد أن تفرط فى إبراز ميزتها الأنثوية الخاصة فيها.

ولعل هذا من أقوى الأدلة على بطلان آراء الذين ذهبوا إلى طمس إنسانية المرأة، ولم يروا فيها إلا الأنثى وكذلك بطلان الذين لا يرون فى المرأة إلا الإنسان ويضيقون بالحديث – حتى من النساء – عن أنوثة المرأة أو يرون أنها تضاد إنسانية المرأة، وقد يذهبون إلى ما ذهبت إليه فرانسواز سايجان من جحود أنوثة المرأة وأنها لم تولد امرأة، ولكنها تجعل كذلك.

لقد أظهر مسلك المرأة الأوربية الحديثة خطأ المذهبين. مذهب العالم القديم والفقهاء الذين فرضوا النقاب وحرموا الاختلاط لأنهم لم ينظروا إلا إلى الأنثى فى المرأة ومذهب الذين لا يرون فى المرأة إلا الإنسان ويغفلون الفروق البيولوجية الحاسمة التى تجعل المرأة بيولوجيا – أنثى.

لقد ضحت المرأة الأوربية حديثا بالكعب العالى وكان رمزاً للأناقة، وبمواد التجميل و"المكياج" عدة الجمال اللذين كانا فاشيين فى أربعينات القرن الماضى فلم يعد يستخدم هذين إلا الغانيات، ولكننا لا نجد امرأة مستعدة للتضحية بثدييها، وهما أبرز رموز الأنوثة الظاهرة، بل إن بترهما أو أحدهما عند الإصابة بسرطان الثدى تعد الشبح المخيف للمصابات به. وهذا يدل على أن الأنوثة كأصل بيولوجى – تتمشى فى أوصال المرأة ولا يمكن أبداً التخلص منها وإن كانت وسائل الإعلان فى استغلال أنوثة المرأة، والاتجاهات الفنية التى تبرز جمالياتها مسئولة عن تجاوز الحد الأمثل، كما أن بعض المذاهب السيكولوجية التى تذهب إلى دونية المرأة نتيجة لاختلاف تركيب الأعضاء الجنسية فيها عنها فى الرجل قد أثرت على فكر بعض النساء.

وهكذا نجد المرأة الأوربية تتجاذبها عاطفتها كأنثى، وعقلها كإنسان وأنها فى بعض الحالات لا تستطيع تحقيق التوازن بينهما.

نعتقد أن المرأة المسلمة فى العصر الحديث وبالنسبة للزى كادت أن تحل مشكلتها إزاء قضية المرأة: الأنثى والإنسان عندما أخذت بزى يحقق الحشمة وفى الوقت نفسه لا يطمس شخصية المرأة لأنه يبرز وجهها وكفيها..

وكان من الممكن ن تهتدى إليه بوحى الفطرة السليمة ولكن التعقيد الاجتماعى جعلها تلف ألف عام حتى تنتهى إلى أقصر الطرق، وأكثرها بداهة..

فمن الواضح أو وضع لباس على الرأس أمر اقتضته الدواعى المناخية، سواء كانت حماية للرأس من البرد والحر والمطر أو ستراً له من التراب والرياح.. وهذا أمر ينطبق على الرجال والنساء على حد سواء.. وعند العرب أيام ظهور الإسلام كانا لرجال يضعون العمائم وكان النساء يضعن الخمار. وقد يختلف الشكل من دولة عنه فى دولة أخرى وفى زمن عنه فى آخر، ولكن فى جميع الحالات لابد من لباس ما.. وقد نزعنا فى رعونة الطربوش الذى كنا نغطى به رؤوسنا فى الثلاثينات والأربعينات لأنه لم يكن الغطاء الأمثل، ولكننا حتى الآن لم نجد بديلاً وقضى على العديد أن يسيروا عراة الرؤوس أو يضعوا ما يشاءون من طواقى أو "بيرهات" إلخ...

والحجاب بالصورة التى انتهت إليه المرأة المصرية، والذى يتكون من إيشارب حريرى وطرحة بيضاء عاده تغطى رأسها بحيث تحجب شعرها وتظهر وجهها ثم تسدلها على كتفيها. كان حلاً عملياً لقضية غطاء الرأس. وحقيقة أنه "عملى" لا يصعب ارتداءه ولا يثقل كاهل الفقير، هى من أكبر أسباب نجاحه وانتشاره.

والحجاب بهذه الصورة لا يطمس شخصية المرأة، لأنه يظهر وجهها وكفيها وشأنها فى هذا كشأن الرجل تقريباً، ولا يسىء إلى جمالها، بل لعله يضفى عليها جمالاً ويظهرها كحمامة بيضاء.

حقيقة أن الحجاب بهذه الصورة أخفى شعرها والشعر كما يقولون تاج المرأة.

ولكن هذه الواقعة التى تكون مأخذا، هى نفسها من أكبر الدواعى التى أدت للحجاب.

ذلك لأن الشعر إذا كان جميلاً لامعاً ناعماً، مسترسلاً فإنه يزيد فى جمال المرأة، ولكن نسبة الشعر الجميل إلى الشعر الذى ينقصه الجمال نسبة ضئيلة خاصة فى شعوب هذه المنطقة التى يتسم شعرها بالخشونة والتجعد ومن ثم فلا يكون الشعر هو التاج الذهبى البراق للمرأة ولكنه التاج الأسود الكابى المجعد الذى لا يضفى عليها جمالاً. وإذا أرادت أن تقوم اعوجاجه وتبسط تجعده وتسلس قياده لكان عليها أن تبذل الكثير أو أن تتابع "الكوافير" كل أسبوع. وهذا وذاك يمثلان عبئاً إضافيا لا يمكن أن تخلص منه. من هنا كان الحجاب حلاً مثالياً. وقد استشهدنا فى كتابنا "ما بعد الإخوان" بنجمة السينما البريطانية المشهورة "سارة مايلز" التى فاجأت مستقبليها فى القاهرة فى إحدى المؤتمرات السينمائية بشعر ملفوف فى إيشارب وقالت لهم إنه يصعب عليها تصفيف شعرها إلا لدى حلاقها الخاص فى لندن ولهذا، فإنها ببساطة تلفه فى إيشارب..

ونحن كرجال نقدر المرة الأنثى، ولكن الذى يعنينا هو المرأة كإنسان، والمرأة نفسها لا تعلى صفة الأنثى على صفة الإنسان فيها إلا فى فترات معدودة، وأمام دوائر محدودة من المعارف أو "المحارم" أو عندما تمارس هى وزوجها لعبة الأنوثة والذكورة، وفى غير هذه الحالات نفترض أن لا ننظر إلا إلى المرأة الإنسان التى تضع ثياباً لا تختلف كثيراً عما يضعه الرجل ويستر به جسمه، ويكشف عن وجهه ويديه.

ولقد يخطر لنا فى بعض الحالات أن الدور الحضارى للمرأة هو أن تضفى لمسة أنثوية جمالية على المجتمع وأن تعمل لمقابلة الخشونة والروح العملية النفعية الجافة التى تتغلب على الرجال، ولكن هذا يمكن أن يتم دون تكلف، ويمكن أن تنهض به فئات معينة من النساء فى مجال الفنون والآداب والسينما والمسرح، يفرغن لهذه المهمة ويؤدينها بروح الاحتراف والتخصص بحيث يصلن بها إلى الدرجة المطلوبة، ويكن مؤهلات لهذا من ناحية الجمال والجاذبية والموهبة. لأن من الصعب علينا أن نكلف المرأة بهذا الدور الجمالى الأنوثى فى الوقت الذى ترهقها أوضاع المجتمع وتثقلها ما بين زوجة، وأم، وعاملة.. وموطنة. ويمكن أن يحل الحنان محل الجمال، ولدى النساء جميعاً كنوز منه يمكن أن يضفين على المجتمع ما يجعله أرق وأحنى.

وليس من السهل دائما تحقيق التعادل ما بين المرأة الأنثى والمرأة الإنسان، فالمرأة المسلمة عندما اهتدت للزى التقليدى الحديث – ستر الشعر وإبداء الوجه والكفين – قد قاربت هذا التعادل، إذ أن هذا الزى لا يطمس شخصيتها كإنسان ويبعد افتيات الصفة الأنثوية على الإنسانية. ولكن هذا يمكن أن يتم دون ستر الشعر. وهذا يظهر الخلاف ما بين الالتزام الفقهى والمبرر الموضوعى ولما كانت المرأة المسلمة التقليدية لا تتسامح فى إبداء الشعر، وترى أن هذا هو الفرق بين المرأة المسلمة الملتزمة وغيرها، فنحن نرى فى هذا غلبة الالتزام بالفقه التقليدى – وليس بالإسلام الموضوعى – ومن ثم فإنه لزوم ما لا يلزم، ومن الممكن تحقيق التعادل ما بين المرأة الإنسان والمرأة الأنثى مع الكشف عن الشعر لأنه لا يحيف على المرأة الإنسان (وهو ما يعنى ما لا يجاوز قواعد الاحتشام) وننصح المرأة المسلمة بأن لا تتصلب فى هذه النقطة، لأن الأمر جاوز إظهار الشعر بكثير، ووصل إلى صور عديدة من العرى.

والمحقق أن المرأة إذا دخلت المكتب لابسة مينى جيب، وواضعه "مكياجاً" ثقيلاً. فإن هذا سيعرضها لما يطلقون عليه "التحرش الجنسى" وتكون هى نفسها مسئولة عن جزء منه، بل إنها تضع نفسها فى تيار يعرضها لمخاطر الانزلاق الذى لن تجنى منه سوى المتاعب. وقد يدمر حياتها تدميراً، ومن ثم فلابد أن يكون هناك ضابط ما، حتى وإن لم يصل إلى ما تتمسك به المتزمتات فى الحجاب.

وقد يلقى بضوء على موقف المرأة المسلمة موقف المرأة الغربية التى ليس لديها الالتزام الدينى والتى جعلت شعورها بالجانب الإنسانى هو الذى يحول دون أن يفتات عليه الجانب الأنثوى ويفسده ومع أن القلة هى التى يتجاوز فيها الجانب الأنثوى الجانب الإنسانى بصورة لافته، إلا أن المشاهد أن المرأة الغربية لم تستطع أن تتحكم فى كبح عاطفة الأنثى فيها بما قد يوضحه دخول الموظفات مكاتبهن بالمينى جيب – وهو أمر وإن جعلته كثرة الاستخدام عاديا، فإنه لا يفقد دلالته.. وقد سمحت هذه الدلالة بأن تستغل دور الأزياء وأجهزة الإعلام أنوثة المرأة على حساب إنسانيتها بصورة جعلت الجمعيات النسائية فى الغرب تضج وتحتج.. ولكن دون فائدة لأن التيار أغلب منها، وهذا هو المحظور الذى تقع فيه المرأة الغربية الآن .

ولأن هناك خيطا رفيعاً يفرق بين التحرر والتحلل، يمكن أن يقطع ما لم يكن هناك ضمانات وضوابط ولما كانت هذه الضوابط – التى تأتى عادة من الأديان – غير موجودة أو غير مؤثرة فى المجتمع الغربى، فإن تيار التحلل مضى إلى درجة أصبح فيها من العوامل التى تسهم فى سقوط الحضارة الغربية.

ودراسة المجتمع الأمريكى فى الفترة المعاصرة تظهر جلياً إلى أى مدى يمكن أن يصل التحلل الجنسى. فهناك "مدارس" تؤمن بأن لذة اللقاء الجنسى هى المتعة العظمى التى يجب أن تمارس إلى آخر مدى، وبلا قيود، وهناك – بين الناشطات فى الحركة النسائية من ترى أن الحب يدمر استقلالية المرأة ويجعلها تبيعة للرجل، وأن الأمر مع الرجل يجب أن يكون ممارسات جنسية دون حب، أو ممارسات ما بين النساء بعضهن بعض أى السحاق الذى أصبح مذهباً، وله نصيراته. وأصبح جسد المرأة الوسيلة المفضلة فى كل الإعلانات سواء كان طعاماً، أو كساءً، أو سيارات أو بيوت إلخ... بل إن بعض الإعلانات تضع فاصلاً جنسياً بين فقراتها. كما أن الجنس نفسه أصبح صناعة رائجة له قنوات تليفزيونية عديدة ومجلات وأفلام وأشرطة إلخ... ويتضافر رأس المال مع علم النفس مع الإعلان فى إبرازه فى كثر الصور فعالية وإثارة .

وفى الخمسينات عندما نشر الفريد كينزى كتابه عن حالة الجنس فى أمريكا، أصيب المجتمع الأمريكى بصدمة ولكن الواقع فى التسعينات جاوز بمراحل ما كان عليه فى الخمسينات. فقد فرضت العوامل التى أشرنا إليها الجنس على الجمهور الأمريكى كوجبة لازمة.

وجاء فى كتاب تفكيك أمريكا عن "الحالة الجنسونية فى أمريكا". "ويعتقد الأمريكيون أن الزواج يمكن أن يكون ضروريا كمؤسسة اجتماعية. ولكنه يخمد الجنس وأنك إن كنت تريد الجنس فابتعد عن الزواج، ويقول الأمريكيون أنفسهم أنهم يمارسون الجنس كثيرا، وإن من لا يمكنهم عمل ذلك محبطون، وفى تلك الأجواء أصبح الجنس مطلوباً لذاته، أى الجنس للجنس فالأمريكيون أصبحوا يمارسون الجنس لأنه ممتع، أو من الممكن أن يكون كذلك، ولأنه فن فيمكن الاستمتاع به ليلاً بدلاً من الفيلم والمسرحية.

وأظهرت الإحصائيات أن ممارسة الجنس تؤدى لدى البعض يوميا، ولدى آخرين مرات عديدة فى الأسبوع ولا يمكن عزو هذا إلى أسباب بيولوجية سليمة ولكن إلى الإثارة المستمرة والانسياق مع فكرة الاستمتاع .

ومع أن ظهور الإيدز أوقف شيئاً الموجة العارمة "ولكن المجتمع الأمريكى لما كان يعتقد فى الجنس كرمز للحرية والسعادة الإنسانية، فإنه طور تقنيات جديدة من أجل "جنس صحى" "وجنس آمن" مثل استخدام الواقى الذكرى وتحصيل اللذة الجنسية بطرائق مختلفة غير الجماع مثل الجنس الشفهى واللسانى إلخ...

وبالنسبة لبريطانيا فقد نشرت جريدة الحياة نقلاً عن تحقيق لمجلة دكتور "الطبية البريطانية ونقلته" الديلى ميل تلغراف (يوم 18/7/2001 ص34). تحقيقاً جاء فيه أن عام 1999 سجل ولادة مائة ألف طفل من أمهات لم يبلغن العشرين بينهن ثمانية آلاف لم يبلغن السادسة عشر، و2271 لم يبلغن الرابعة عشر.

هذه الفقرات اليسيرة توضح أن هاجس الانزلاق الذى يتملك المرأة المسلمة فى العصر الحديث ويجعلها تتمسك بحجابها، وتحس أنها لو كشفت عن شعرها فربما يكون بداية ترخص ينتهى إلى تحلل هاجس له ما يبرره، وإن كنا نعتقد أن القياس مع الفارق وأنه لا يرتبط ضرورة بحجب الشعر.


من المهم أن نعلم أن حديثنا عن الوجه والكفين إنما ينطبق على المائة سنة الأخيرة عن عمر المرأة المسلمة، فى بلد متقدم نسبيا – كمصر. ولكنه لم يكن كذلك طوال 1300 سنة فرض فيها الفقهاء على المرأة المسلمة حجاباً كثيفاً يغطى وجهها وألزموها قعر بيتها وحرموا عليها القراءة والكتابة لأنها فيما رأوا لا تلزم فى أداء دورها كزوجة وأم ويمكن أن تثير فى نفوسها التطلعات والطموحات. وإذا كانت مصر قد تخلصت من هذا الوضع بفضل دعاة الإصلاح الاجتماعى وتحرير المرأة من رفاعة الطهطاوى حتى قاسم أمين، فإنه لا يزال ضاربا إطنابه السوداء على المرأة المسلمة فى معظم دول العالم الإسلامى ..

وسنعالج الجوانب التى ألصقت بالإسلام فى هذا الأمر فى الباب الثانى من هذا الكتاب، ولكننا نبادر هنا فنقول إننا نرفض تماماً هذا النقاب ونعتبره جريمة لا تغتفر فى حق المجتمع، وفى حق المرأة. ولا يمكن بأى حال من الأحوال السماح به.

ولما كان هذا النقاب الذى شبهه الكاتب التونسى القديم الطاهر حداد بالكمامة التى توضع على فم الكلاب كى لا تعض المارة، والذى يجعل المرأة شبحاً أسود مخيفاً هو الذى حكم عالم المرأة طوال ألف وثلاثمائة عام، ولا يزال يحكمها فى معظم الدول الإسلامية، فليس من نافلة القول الحديث عن أثره الوثيق على المرأة.

كان الأثر الأعظم للحجاب على المرة هو تغييبها عن المجتمع.. فمع أن الحجاب قد لا يمنع الاختلاط، وقد يكون ستاراً أو باباً يمنع اقتحام السبيل إلى المرأة كما هو الحال فى المضمون القرآنى لكلمة حجاب. والتى خص بها زوجات الرسول، فإن المعنى اللغوى العام لكلمة "حجاب" سيطر على نفسية الذين تعاملوا معه رجالاً ونساءً، بحيث أخذ شكل النقاب الكثيف الذى يغطى الرأس والوجه ولا يسمح إلا بفتحة واحدة لعين كما ارتأى ذلك بن عباس، وكان فى الوقت نفسه متفقاً مع إرث التاريخ وميول المجتمع الذكورى بحيث كانت النتيجة حجب النساء عن الرجال. وتغييب المرأة عن المجتمع وعزلها فى البيوت وإذا تطلبت الضرورات خروجها فيجب أن يتم ذلك أولاً بإذن "وليها" – من أب أو زوج أو أخ – وثانياً مع محرم، وثالثا أن تكون مرتدية لزى يغطيها من رأسها إلى قدميها..

وأدى تغييب المرأة عن المجتمع نتيجة للحجاب كما ذكرنا آنفا إلى أن ينحصر عالمها ما بين المطبخ وغرفة النوم.. وإذا كانت أماً فهموم الأبناء تفرض عليها نوعاً من المشغولية التى تختلف عن هموم المطبخ، وغرفة النوم، ولكنها لا تلزمها الخروج عن إطار البيت.

وكانت هذه المهام تستنزف كل طاقة المرأة لأن عمليات المطبخ كانت تضم إعداد الدقيق وتخميره. ثم "تقريصه" أقراصا، وإذا كان فى البيت فرن، فعمليه خبزه، وإذا لم يكن فعادة ما كان فى الحارات أفران تقوم بذلك، ولعل عملية "غسيل الملابس" كانت من أشد المهام إنهاكاً لقوة المرأة لما تتطلبه من غسيل بالصابون فى مياه ساخنة ثم "تشطيف" هذه الملابس، وأخيراً تجفيفها ونشرها على الحبال فى السطح..

أما عملية إعداد الطعام للزوج والأبناء فكانت تتطلب تنظيف الخضر، وإعداد المرق أو "الصلصة" وكميات لبصل والثوم والسمن والزيت اللازمة إلخ...

ولم يفكر عالم الرجال وقتئذ فى اختراع معدات تسهل هذا العمليات أو تخفف من عبئها الثقيل، فهذا ما لم يكن يعينهم فى شىء ولعلهم كانوا يرون فى كثرتها وثقلها ما يشغل المرأة ويستنزف قواها "ويهد حيلها". ولعل بعضهم طبق المثل الشيطانى "المسكين حط على رأسه طين" !!

وتطلب عدم خروج المرأة دخول شخصيات مثل "الدلالة" التى كانت تبيع الأقمشة والأمشاط إلخ... و"البلانة" التى تتولى عمليات تجميل المرأة ومساعدتها فى الحمام. والخاطبة التى تسعى فى تزويج الفتيات، وكان يمكن لبعضهن أن يقمن بمهام أخرى للزوجة السجينة التى ليس لها وسيلة للاتصال بالعالم الخارجى، أو للنميمة وتناقل الشائعات بين البيوت.

غنى عن القول أن المرأة لم تكن تظفر بأوليات الثقافة والمعرفة. فقد كان العصر عصر أميه، ولم يكن الرجل فى معظم الحالات يفضلها، ولكن الضرورات فرضت على الرجل الإلمام بالقراءة والكتابة على الأقل ليمكن ممارسة أعماله من تجاره وصناعة فضلاً عن أن الرغبة فى أن يكون شيخاً، أو فقيهاً كانت تفتح له أبواب الدراسة الدينية وكان هناك معاهد ومدارس تعتمد على الأوقاف، ولا تتقاضى أجراً بل تقدم هبات. فكان هناك منفذ للرجال فى سور الأمية الذى طوق عالم العصور القديمة. أما بالنسبة للمرأة فكان الرأى الفقهى المقرر تعليم المرأة عدداً محدوداً من قصار السور لتصلى بها. عدا ذلك فلا داعى له.

وكانت الواجبات المنزلية. من طهى، وغسيل، وخبز، ورعاية الأطفال تستحوذ على وقت المرأة وتستنفد قواها، وإذا كان الرجال قد عرفوا فى عصر الصناعة الرأسمالية "عبودية الأجور" فإن المرأة قد عرفت من أقدم الأباد عبودية "البيت".

بالإضافة فإن احتباسها بالبيت وتغيبها عن المجتمع حال دون أن يكون لها عمل آخر أو وظيفة يمكن أن تدر عليها دخلاً، ويمكن أن تكفل لها قدراً من الحرية، مما جعل اعتمادها المادى يقع على الزوج وتصبح تحت رحمته..

والأمر لا يقف عند هذا الحد. فهذا الرجل (الزوج) يستطيع أن يتزوج زوجة أخرى غيرها، كما يستطيع طلاقها، ولهذا يصبح الرجل السيد المطلق الذى يجمع فى يديه سلطات لا حد لها، ولا قيد، عليها ولا مفر منها، ويصبح بالنسبة للمرأة بتعبير أحد الآثار "جنتك ونارك" وفى معظم الحالات فإنه كان نارها.. دون جنتها.

أن السلطة الكبيرة المطلقة فى يد الرجل، لابد وأن تفسده، لأن السلطة مفسدة، ولن يشفع تودد المرأة له وستجعله هذه السلطة يحاسب زوجته حساباً عسيراً، وقد يبيح لنفسه سبها، أو ضربها، وتهديدها بالطلاق أو بالزواج من أخرى، ولنا أن نتصور معيشة هذه المسكينة وقد أصبحت حياتها جحيماً لا يطاق ولا مهرب منه..

لا تلام المرأة إذا لجأت إلى أساليب الغش أو الخداع، ولا تلام إذا استغلت نقاط الضعف فى رجلها وسيدها وتاج رأسها.. ومالك أمرها.. ولا تلام إذا لجأت إلى محاولة "قص ريشه" حتى لا يطير عنها إلى غيرها بمختلف الوسائل، وأولها إثقاله بجيش من الأبناء لا يستطيع أن يتخلص منهم ولا يستطيع أن يقوم بحقهم، وبهذا تشغله، حتى وأن أثقلت على نفسها معه.

من الواضح أن هذه الحياة تفسد البيت وتفسد الرجل.. وتفسد المرأة، وليس هناك من رابح فيها..

عندما يفقد الزوج "الِقيّم" ويصبح مجرد شركة مادية.. عندئذ ينطبق عليه المثل "إن الفقير يتزوج لتكون له خادمة مجانية، والرجل الوسط يتزوج لتكون له عشيقة، والرجل الغنى يتزوج ليكون له وريث" وهى أهداف لا علاقة لها بالحياة الزوجية المثلى.


كان الإنقاذ والإنجاز الأعظم فى جحيم هذه الحياة الذى أنقذ المرأة من الغصص المتلاحقة هو الأمومة.

فأى شىء أروع وأعظم من أن تكون المرأة هى المستودع الذى اختاره الله ليحقق عبره عملية الخلق ولكى يتكون فى رحمها من تلاقى حيوان منوى ببويضة أنثوية مضغة وأمشاج لا تلبث أن تصبح إنساناً صغيراً فيه كل ملكات الإنسان فى مرحلة جنينيه مضمرة لا ترى ثم يولد قطعة من اللحم تصرخ و "ترفس" برجليها وتؤذن بقادم جديد إلى هذه الدنيا. لا يلبث أن يحبو على أربع ثم يسير مترنحاً وعندما يصرخ للمرأة الأولى "ماما" فإن "ماما" لا تسعها الدنيا من الفرحة، وتنسى كل ما عانته بدءً من ساعة الولادة الأليمة حتى الرضاعة والملاحظة الدائمة فى كل ساعات النهار والليل.

إن الأمومة التى توجد مخلوقاً جديداً تحمله الأم على ساعدها، وتناغيه وتلاعبه وتناديه.. ليرد عليها بالكلمة المحبوبة "ماما" هذه الأمومة جعلت شهيرات الممثلات والفنانات يهجرن عالم الأضواء وفتنة الشهرة لكى يصبحن أمهات.

لا جدال أن هذه المشاعر أضاءت العالم المظلم للمرأة فى محبسها القديم، وجعلتها فى فترات عديدة تشعر بلذة الإنجاز، فضلاً عن أن هذا الإنجاز يوثق العلاقة بالزوج وينشئ الأسرة، ولا جدال أنها كانت بين الفينة والفينة تسعد عندما ترى البيت الذى نظفته ورتبته وقد أشرق وأصبح جنة صغيرة يرتع فيها الأطفال ويأوى إليها الزوج المتعب ليجد الراحة والسكن.

ولكن ثمة شوائب عديدة شوهت هذه الملحمة البطوليه. إن جهل المرة وإبقائها فى دياجير الظلام حرمها من الإفادة من العلم والمعرفة فى تربية أبنائها. تربية سليمة، ولما كانت مقهورة كما هو الأغلب فإنها تنقل إلى أبنائها القهر وتنشئ أبناءً أذلاء، وأنى لها أن تبث فيهم الشجاعة والصلابة والقوة وسطوة الزوج والتقاليد تفقدها هذه الخصائص ؟

إن وضعها المضطرب وافتقادها الحرية والاستقلالية ورضوخها لإساءات ونزوات زوجها تجعلها تضيق بحياتها فتسىء إلى أطفالها.. آونة، وفى آونة أخرى تجد فى هؤلاء الأطفال متنفساً من هذا الجحيم فتدللهم، وبذلك تخطئ فى الحالين عندما تقسو عليهم أو عندما تدللهم. هذه التربية السيئة للأطفال فى سنوات حياتهم الأولى التى تطبعهم بطابعها وتعود إلى الظروف السيئة للمرأة هى من أكبر أسباب تخلف الأمم الإسلامية إذ ينشأ رجالها ونساؤها مقهورين أذلاء، ومدللين يعتمدون على الآخرين ويفقدون الاستقلالية ويتصورون أن على الغير أن يلبى مطالبهم ويصبح النفاق هو الوسيلة المتاحة لتحقيق هذه المطالب والآمال. وهذا هو شر ما تبلى به الأمم وهو ما وقعت فيه الأمم الإسلامية نتيجة تخلف الأمهات واحتباس الزوجات.


على أن هذا كله لا ينفى أن دورها كأنثى وأم سواء كان رائعاً مبهجاً، أو مظلماً مؤلماً يجعلها تأسى لفقدها صفتها كإنسان ويدفعها لأن تسعى إلى تحقيقها. لأن صفتها كإنسان له إرادة وكرامة كامنة فى أعماقها، وبقدر التقدم بقدر ما يزداد صوت الإنسان فى المرأة ارتفاعاً. وهناك حالة واحدة يمكن أن تغلب هذا كله، تلك هى حب عظيم من الزوجة لزوجها. فإن هذا الحب يجعل المرأة – كالصوفى – يجد السعادة الخالصة فى مرحلة "التفانى" وتقدم نفسها روحاً وجسداً لزوجها، ويسعدها أى شىء فيه، وعندما سألوا الممثلة العريقة سناء جميل ما الذى يسعدك قالت عندما أسمع لويس أبقى سعيدة وقلبى فرحان.. (ملحق الأهرام - أيامنا الحلوة 5 أكتوبر ص5) ومن الواضح بالطبع أن هذا الحب لا يأخذ تمامه إلا عندما يبادل الزوج زوجته هذه العاطفة ويبقى بعد هذا أن مثل هذه الحالة قليلة أو نادرة، وقد لا يكتب لها البقاء..

0 التعليقات:

إرسال تعليق