السبت، ٢٢ أغسطس ٢٠٠٩

الفصل الخامس: السلطة تفسد الخلافة الراشدة وتحولها إلى مُلك عضوض

تحولت الخلافة الراشدة إلى مُلك عضوض على يدىّ معاوية بن أبى سفيان ..

وكان هذا أبرز دليل على جريمة السلطة، وأنها لابد وأن تفسد أى نظام يعتمد عليها.

فالجديد فى حكم معاوية الذى اختلف عن حكم أبى بكر وعمر أن معاوية اعتمد على هذه الوسيلة الجديدة التى لم تكن موجودة فى الخلافة الراشدة – أى السلطة فى رمزيها السيف.. والمال ..

وكانوا قد اعتبروا أن من التحول السيئ الذى حدث فى الخلافة أن عثمان "جاوز الخيزران إلى السوط" وأنه أول من ضرب بالسياط ظهور الناس وإنما كان ضرب الخليفتين قبله بالدرة والخيزران" كما أنه تصرف فى أموال بيت المال فى غير ما خصصت له، فجاء معاوية فتمادى فى استخدام السلطة فقتل صبراً حُجر بن عدى (له صحبه) وزملاءه وتوسع فى الاصطناع كأن يعطى عمرو بن العاص "مصر طعمة" وأن يعطى سعيد بن عثمان بن عفان خراسان "طعمة" ولجأ إلى الخداع الذميم مثل أن يغرى بعض الأعوان باستخدام السم ويقول "إن لله جنوداً من عسل" ومع هذا فسنرى أن عهد معاوية رغم تجاوزاته لا يعد شيئاً مذكوراً أمام تجاوزات يزيد ابنه، ثم َمْن خلفه. ثم يطرَّد الأمر فى الخلافة العباسية وما بعدها حتى إنهاء الخلافة سنة 1924 لا يشذ الأمر فيها إلا ما كان من خلافة عمر بن عبد العزيز الذى أطلق عليه أبو جعفر المنصور "أعور بين عميان" والذى اسُتخدم معه السم للقضاء عليه.

وقد حلل بن خلدون ببصيرته الثاقبة هذا التحول، وإن كان قد أبرزه بصورة لا يصدم فيها أفكار الناس. فبعد أن ذكر ذم الإسلام للملك، والعصبية، قال إن الإسلام إنما ذم السيئ فى هذين. على أنه بعد أن قدم هذا التقرير، قدم ما يشبه المهادنة عندما تحدث عن الثروات التى انهالت على العرب نتيجة الفتوح وأن تصرفهم لم يكن قادحا فيهم وإن كان الاستكثار من الدنيا مذموماً" ثم يستطرد ..

".. ثم اقتضت طبيعة المُلك الانفراد بالمجد واستئثار الواحد به ولم يكن لمعاوية أن يدفع ذلك عن نفسه وقومه فهو أمر طبيعى ساقته العصبية بطبيعتها."

ولكن هذه العصبية وإن تحولت إلى مُلك فإنها – فيما رأى ابن خلدون "احتفظت بمعانى الخلافة من تحرى الدين ومذاهبه والجرى على منهاج الحق، ولم يظهر التغير إلا فى الوازع الذى كان دينا، ثم انقلب عصبية وسيفا. وهكذا كان الأمر لعهد معاوية ومروان وابنه عبد الملك، والصدر الأول من خلفاء بنى العباس إلى الرشيد وبعض ولده ثم ذهبت معانى الخلافة ولم يبق إلا اسمها وصار الأمر ملكا بحتا وجرت طبيعة التغلب إلى غايتها، واستعملت فى أغراضها من القهر والتقلب فى الشهوات والملاذ. وهكذا كان الأمر لولد عبد الملك، ولمن جاء بعد الرشيد من بنى العباس، واسم الخلافة باقيا فيهم لبقاء عصبية العرب، والخلافة والمُلك فى الطورين مُلتبسين بعضهما ببعض. ثم ذهب رسم الخلافة وأثرها بذهاب عصبية العرب وفناء جيلهم وتلاشى أحوالهم، وبقى الأمر ملكا بحتا كما كان الشأن فى ملوك العجم بالمشرق يدينون، بطاعة الخليفة تبركا، والملك بجميع ألقابه ومناحيه لهم."

وما نختلف فيه عن ابن خلدون هو أنه أبقى لبنى أمية وصدر من الخلافة العباسية بعضاً من "معانى الخلافة" إذ نحن نرى أن هذه المعانى قد قضى عليها تماماً مع هيمنة معاوية.

وقد عرف معاوية الرسول r واختاره الرسول تقريبا لأبيه – أبو سفيان – كاتبا له، ولكن هذا كان نوعاً من تأليف القلوب.. وكانت هذه الصفة ذات طابع رمزى على أننا نرى فى معاوية فى فترات حلمه وعفوه أثراً من تلك العلاقة بالرسول – حتى وإن كانت وهنانة – ثم نرى السلطة وهى تدفعه لأعمال وسياسات تناقض مناقضة صريحة أصول الحكم الإسلامى. ثم لا يكون لها داع إلا تلويث سمعة خصومه كتلك الفعلة القميئة التى أقدم عليها وهى لعن علىَّ بن أبى طالب على المنابر. فهذا إجراء سلطوى خالص ينضح بأثر السلطة وينم عن شنآن الخصومة وقد كان من بين الأمويين من يلعن عليا فى اليوم 140 مرة "فقط كما علق على ذلك مؤلف "قراءة فى كتب العقائد" الأستاذ حسن بن فرحان المالكى" وقرأت وأنا أتصفح كتب الحديث رواية "عن أبى زينب" فعجبت فإن الإرهاب الأموى جعل هذا المحدث يلتجئ إلى هذا التعبير لأنه لا يستطيع أن يقول عن على بن أبى طالب ولا يمكن أن يقول عن أبى الحسن لأنه معروف أو الحسين.. فاضطر لأن يقول عن أبى زينب. وليس هناك ما هو أكثر دلالة على جريرة السلطة من أن يصل إرهابها إلى هذا المدى …

على أن السوءة الكبرى لمعاوية، والتى تكشف لنا كيف أن حب السلطة يمكن أن يغلب الحلم، والحكمة، والأسس المتبعة والمتفق عليها. هى أنه قضى على مبدأ اختيار الخليفة وأخذ بمبدأ الوراثة وكان من سوء حظه، وحتى تبلغ المفارقة أوجها، أن ابنه يزيد الذى رشحه لوراثته كان أبعد الناس عن التمسك بالدين أو الالتزام بآدابه كما لم تذكر له سابقة تكشف عن موهبة أو مقدرة، وحتى لو استبعدنا ما أحاطته الشائعات عن "يزيد القرود، ويزيد القيان، ويزيد الخمور" فإن المبدأ فى حد ذاته فى منتهى الخطورة، إذ بهذا الإجراء أصبحت الخلافة – كما قال الجاحظ فى رسالته عن بنى أمية "مُلكا كسرويا وغصبا قيصريا" ..

وهو ما أعلنه سعد بن أبى وقاص وصارح معاوية به عندما دخل عليه فقال "السلام عليك أيها الملك" فضحك معاوية وقال ما كان عليك يا أبا إسحاق رحمك الله لو قلت "يا أمير المؤمنين فقال سعد أتقولها جذلان ضاحكا. والله ما أحب أنى وليتها بما وليتها به."

والاعتذار الذى قدمه بن خلدون من أن بنى أمية ما كانوا يقبلون أحداً من غيرهم ليلى الخلافة. وأن هذا كان يمكن أن يفتح باب فتنة اعتذار كسيح بادى الركاكة، فضلاً عن أن بيعة يزيد هى التى فتحت الفتن بالفعل. وكانت سببا فيما اقترف من المنكرات التى كان أولها الهجوم على المدينة وقتل الأنصار واستباحة أموالهم وانتهاك نسائهم. قيل قتل فى موقعة الحرة ألف وسبعمائة من وجوه الناس من قريش ومن الأنصار وعشرة آلاف من عامتهم سوى النساء والصبيان، وقتل من أصحاب الرسول ثمانون ولم يبق بدرى بعد ذلك. ثم أخذ قائد هذا الجيش البيعة على من بقى على أموالهم وأنفسهم على أنهم خَول يزيد يقضى فيهم ما يشاء فأى مهانة يمكن أن تماثل هذه، وكان أهل المدينة أعز الناس حتى كانت موقعة الحرة فهانوا.

ثم كانت الكارثة المدلهمة كارثة كربلاء وقتل الحسين وكل من كان معه من رجال، وكانوا قرابة سبعين، ولم يتركوا رجلاً واحداً بينما حزت رأس الحسين وأرسلت إلى يزيد وقيل إن عمر بن سعد أمر أن تطأ الخيل أجساد القتلى، وإن استبعد بن كثير ذلك. وعمر هذا هو ابن سعد بن أبى وقاص الذى اعتزل الفتنة أيام عثمان فما أعظم الفرق بين الأب الذى يعتزل الفتن والابن الذى يتولى أشنع فتنة ويقوم بأسوأ فعله. لم تبق كربلاء من نسل الحسين إلا على الصغير والمريض الذى لم يكن قد بلغ الحلم، واحتضنته أخته زينب ودافعت عنه بينما كان عبيد الله بن زياد يقول "دعونى أقتله، فإنه بقية هذا النسل، فأحسم به هذا القرن، وأميت به هذا الداء وأقطع به هذه المادة."

إن كربلاء قد أوجدت شقاً فى وحدة الأمة الإسلامية لم يسد حتى الآن. وقد كانت هى التى أوقدت نار الشيعة وأعطتها إرثها التاريخى، ولم تصلح أمية بعدها. فقد تتبع المختار قتلة الحسين واحداً واحداً فقتلهم، وأرسل إبراهيم بن الأشتر إلى ابن زياد فهزمه وقتله ومع أن انتصارات وجبروت عبد المُلك بن مروان مكن لخلافة أمية، فإن ثأر الحسين كان وراء هزيمتها والقضاء عليها.

وجاء دور عبد الله بن الزبير، وكأنما عز على يزيد أن لا ينتهك حرمة مكة بعد أن انتهك حرمة المدينة. وتحصن بها عبد الله فنصب الجيش الأموى المنجنيق الذى أخذ يرمى الكعبة حتى احترقت ولولا أن جاء النذير بموت يزيد وعودة الجيش لكان من المحتمل أن تحدث فى مكة "حرة" أخرى تشبه حرة المدينة.

فهذه الأفعال تنفى عن أصحابها أية إثارة من دين أو إسلام وتثبت أن خمر السلطة قد أذهبت العقول والأحلام وأن الخلافة أصبحت مُلكاً كأسوأ ما يكون المُلك.

ولقد وضح لنا زياد بن أبيه – رجل معاوية ويزيد – قسمات وطرائق هذا الحكم الجبرى فى خطبته البتراء التى لم تبدأ ببسملة أو بحمدالله – وأنى لها ذلك – وجاء فيها ..

"حرام علىّ الطعام والشراب حتى أسويها بالأرض هدماً وإحراقاً" ..

".. وإنى أقسم بالله لآخذن الولى بالمولى والمقيم بالظاعن والمقبل بالمدبر والمطيع بالعاصى والصحيح منكم بالسقيم حتى يلقى منكم الرجل أخاه فيقول "أنج سعد فقد هلك سعيد" ..

"… إياى ودلج الليل، فإنى لا أوتى بمدلج إلا سفكت دمه" ..

وقد أحدثتم أحداثاً لم تكن، وقد أحدثنا لكل ذنب عقوبة فمن غرَّق قوما غرقناه. ومن أحرق قوما حرقناه. ومن ثقب بيتا ثقبنا عن قلبه ومن نبش قبراً دفناه فيه. فكفوا عنى أيديكم وألسنتكم أكفف عنكم يدى ولسانى ولا تظهر من أحد منكم ريبه بخلاف ما عليه عامتكم إلا ضربت عنقه ..

أيها الناس

إنا أصبحنا لكم ساسة وعنكم زاده نسوسكم بسلطان الله الذى أعطانا ونذود عنكم بفىء الله الذى خولنا فلنا عليكم السمع والطاعة الخ …

وأيم الله إن لى فيكم لصرعى كثيرة فليحذر كل امرئ منكم أن يكون من صرعاى."

هذه خطبة يمكن أن تكون "مانيفستو إرهاب" لأى حكم ديكتاتورى ليس فحسب لأنها عددت عقوبات رادعة، ولكن لروحها العامة التى تستهدف إشاعة الإرهاب وإيقاع الخوف فى القلوب وإيثار السلبية والتسليم "اُنج سعد فقد هلك سعيد" وإلزام الناس بيوتهم بالليل الذى عادة ما يكون وقت النشاط العام.. ثم تحذير كل واحد من أن يكون من ضحايا هذا الحكم.

أما مخالفة ما جاء بها من عقوبات لنص القرآن الكريم وروح التشريع فمما لا نرى أنفسنا فى حاجة لإيضاحه.

ومع أن معاوية بذل جهداً واستخدم الإرهاب والاصطناع والرشوة والسم لكى يمكن لابنه فإن مبدأ الوراثة فشل بعد موت يزيد وأثبت المجتمع الإسلامى أنه لا يمكن أن يقبله لأن العهد كان لا يزال قريباً بالخلافة الراشدة، مما جعل معاوية الثانى ابن يزيد يعتزل ويدع الأمر لبنى أمية.

كان لابد من جبروت عبد الملك بن مروان حتى يمكن غرس تلك النبتة الخبيثة – فى تربة الحكم الإسلامى.

وجاء عبد الملك جبار بنى أمية والرجل الذى قال "من قال لى اتق الله قطعت عنقه" ..

جاء ومعه الحجاج كما جاء يزيد ومعه زياد …

وكما عبر زياد عن حكم ديكتاتورية أمية فى خطبته، فإن الحجاج قدم خطبة لا تقل عن خطبة زياد، وتؤدى المعنى نفسه بأسلوب مختلف. ويكفى فحسب أن يسمع الناس مستهلها "إنى لأرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها وأنى لصاحبها" ولم يتردد فى أن يطبق هذا للتو واللحظة لأنه كان قد فرق جنده بين المصلين يحملون سيوفهم تحت أرديتهم وجعل لهم إشارة أن يضع عمامته (أى يخلعها) وعندما بدأ المصلون يحتجون على هذا المطلع ويحصبونه وضع عمامته. فأعمل الجنود سيوفهم فى الناس وقطفوا تلك الرؤوس اليانعة …

ظهر عبد الملك بن مروان – جبار بنى أمية والمؤسس الثانى للخلافة الأموية بعد معاوية والذى مات سنة 65 هجرية (685 ميلادية) وهشام ابنه الذى مات سنة 105 (743 ميلادية) الذى يعد المجدد الثالث للدولة.. وحاول عمر بن عبد العزيز آخر محاولات العودة إلى الخلافة الراشدة ولكن هيهات، فأين تذهب تلك الدماء والحروب والصراعات لم يستطع عمر بن عبد العزيز أن يعيد الخلافة الراشدة، وكان لابد من إزاحته، وقد أزيح بالسم بعد عامين من خلافته. كما كانت تلك أيضاً نهاية يزيد الثالث بن الوليد الذى نادى بالإصلاح، فلم يطل به الحال. لأن جرائم وأوزار حكم بنى أمية كان لابد أن تأتى عليها وكان لابد أن يأتى يوم يؤخذ فيه بثأر الحسين، وبثأر زيد بن على الذى قتله هشام وصلبه ..

وانتهى مُلك بنى أمية عندما قتل مروان الثانى فى مصر.. وظهرت الخلافة العباسية ..

هل كانت الخلافة العباسية أفضل من الخلافة الأموية ؟ على العكس لقد بدأت بخليفة حمل اسم السفاح! أعلن فى أولى خطبه له "أنا السفاح المبيح والثائر المنيح" فأى شئ يرجى من مثل هذا …

إن مأساة بنى العباس أو قل مأساة السلطة، أن انتقامهم لم يقف عند بنى أمية الذين أعلنوا عليهم الحرب، ولكنها شملت بعد الانتهاء من الأمويين الهاشميين – سلالة الإمام على بن أبى طالب، وكان المفروض أن تؤول إليهم الخلافة ولكنها انحرفت من الفرع العلوى إلى الفرع العباسى وفعل العباسيون الأفاعيل ببنى هاشم حتى تمنى بعضهم أن يعود "جور بنى مروان".

وإذا احتجنا إلى دليل على أن هذه الخلافة قامت على أساس استخلاص المُلك العضوض بأى طريقة بل وبكل طريقة فتكفى توصيه إبراهيم الإمام "لأبى مسلم الخراسانى".. إنك رجل منا أهل البيت احفظ وصيتى انظر هذا الحى من اليمن فأكرمهم واسكن بين أظهرهم فإن الله لا يتم هذا الأمر إلا بهم واتهم ربيعه فى أمرهم وأما مضر فإنهم العدو القريب الدار فاقتل من شككت فيه وأن استطعت أن لا تدع بخراسان من يتكلم بالعربية فافعل وأيما غلام بلغ خمسة أشبار تتهمه فاقتله."

وعلق المقريزى فى رسالته النزاع والتخاصم ما بين أميه وهاشم "فأين أعزك الله هذه الوصية من وصايا الخلفاء الراشدين لعمالهم وتالله لو توجه أبو مسلم إلى أرض الحرب ليغزو أهل الشرك بالله لما جاز أن يوصى بهذا فكيف وإنما توجه إلى دار الإسلام وقتال أبناء المهاجرين والأنصار وغيرهم من العرب لينزع من أيديهم ما فتحه آباؤهم من أرض الشرك ليتخذ مال الله دولا وعبيده خولا فعمل أبو مسلم بوصية إبراهيم الإمام حتى غلب على ممالك خراسان وتخطت عساكره إلى العراق فيقال إنه قتل ستمائة ألف إنسان وسار فى الناس بالعسف والجبرية."

وكان المؤسس الحقيقى لدولة بنى العباس هو أبو جعفر المنصور وهو لا يقل جبروتا ودموية عن عبد الملك بن مروان وقد جرت فى عهده دماء الطالبين أنهاراً.

وعاشت دولة بنى العباس قرابة خمسة قرون قبل أن يأتى "هولاكو" ليقضى عليها ويخرب بغداد.. وإن كانت قد استطالت فى مصر، ثم انتقلت إلى آل عثمان… وسيطر عليها بدءاً من خلافة المعتصم الأتراك وغيرهم من أجناس الدولة الإسلامية من ديلم أو فرس أو غيرهم من ذوى الرطانات غير العربية، فاستحال عليهم التفاعل مع القرآن الكريم وصعب عليهم فهم السُنة حتى انتهت الخلافة إلى الزوال النهائى عام 1924 على يد مصطفى كمال أتاتورك.

ونحن بالطبع لا نؤرخ للحكم الذى ادعى الإسلام وتقمص بقميصه وهو برئ منه غريب عنه مضاد له.. وإنما نريد هنا – بمنطق الوقائع والأحداث أن نثبت أن السلطة التى كانت هى السبب الأول فى ثورة معاوية على علىَّ أفسدت هذا النظام من الحكم الذى حمل اسم الخلافة. وقد بدء ذلك من عهد معاوية بن أبى سفيان سنة أربعين من الهجرة حتى القضاء عليها فى تركيا عام 1924 وقد ركزنا الحديث على الخلافة الأموية لأنها هى التى تحملت وزر تحويل الخلافة الراشدة إلى مُلك عضوض متحدية بذلك تقاليد الشيخين ومحاولة على بن أبى طالب العودة إلى الخلافة الراشدة، وكان رمزاً للحكم الإسلامى النقى النبيل وكان الصحابة متوافرين.. وذكرى النبوة لم تبعد… ثم سارت الأمور بعدها من سيئ إلى أسوأ …

وطوال هذه المدة – أى قرابة ألف وثلاثمائة سنة لم تكن الخلافة خلافة حقاً ولكن صور متفاوتة من الحكم العضوض بكل سوآته ..

0 التعليقات:

إرسال تعليق